الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على نبيّنا محمدٍ رسولِ الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.أما بعد: فهذه فوائدُ منتقاةٌ من كتابِ "منجد المقرئين ومرشد الطالبين" لمحقّق علم القراءاتِ الإمام محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن الجزريِّ الشافعيِّ (751-833هـ) - رحمه الله تعالى -.وهو كتابٌ نفيسٌ لا يستغني عنه طالبُ علم، وقد صنَّفه ابن الجزريّ وعمره اثنان وعشرون عاماً، فقد قال في خاتمته: "فرغتُ من تأليفه آخرَ نهارِ الأحد خامسَ عشري شهر رجب الفرد، سنةَ ثلاث وسبعين وسبع مئة، بمنزلي بدرب هريرة داخل دمشق المحروسة".وقد قَسّم الإمامُ ابن الجزري كتابه إلى سبعةِ أبوابٍ:الباب الأول: في القراءاتِ، والمقرئِ، والقارئِ، وما يلزمهما.الباب الثاني: في القراءةِ المتواترةِ والصَّحيحةِ والشَّاذَّةِ، واختلاف العلماء في ذلك، وإيضاح الحق منه.الباب الثالث: في أن العشرة لا زالت مشهورة من لدن قرائها وإلى اليوم، لم ينكرها أحد من السلف، ولا من الخلف.الباب الرابع: في سَرْد مشاهير من قرأ بهاوأقرأ في الأمصار إلى يومنا هذا.الباب الخامس: في حِكايةِ ما وقفتُ عليه من أقوال العلماء فيها.الباب السادس: في أنَّ العشرَ بعضُ الأحرف السبعة، وأنها متواترةٌ فرشاً وأصولاً، حالَ اجتماعهم وافتراقهم، وحلُّ مُشْكِل ذلك.الباب السابع: في ذكرِ من كَرِهَ من العلماء الاقتصارَ على القراءات السَّبْع، وأنَّ ذلك سبب نَسْبهم ابنَ مجاهدٍ إلى التقصير.